عراقي يكتب القصة والرواية ويتحسس الادب الجاد
محمد الأحمد
محمد الأحمد
محمد الأحمد
كاتب عراقي
كاتب عراقي
Search This Blog
Wednesday, July 29, 2009
Friday, July 17, 2009
كنت شيوعيا
كنتُ شيوعياً
كتاب: بدر شاكر السياب
قراءة: محمد الأحمد
كم تغري، وتغوي (اعترافات) الشاعر الخالد بدر شاكر السياب المنشورة في جريدة الحرية البغدادية عام (1959م)؛ التي ضمنها كتاب (كنت شيوعيا)، 255صفحة من القطع المتوسط، والصادر عن دار منشورات الجمل الطبعة الاولى (2007م)؟.. تغري لان التاريخ الممسي قريبا قد ضببته المصالح والمطالح. وتغوي لانها سوف تحدث عملا استنتاجي – لماذا؟ ظلم شاعر كالسياب من قبل بعض التيارات التي تبوأت السلطة يومها، فالأديب في كل زمان شاهد على عصره، وقد أمسى مجمل نتاجه دليل الشاهد على الغائب، فكم من حدث أغفله مؤرخ التاريخ، وقد وجد ظاهرا للعيان في آداب الشعوب والأمم، فالحقيقة تبقى شاخصة هنا او هناك في كل مكان، وما عاد على احد باستطاعته تغيب ما يريد، لان النص الحاضر هو الحاضر وهو الدليل عن التاريخ الغائب، حيث النصوص مهما بعدت او قربت بالزمن تبقى نصوصا غير بريئة، تظهر، وتطفو، ولابد؛ لتكشف حركة التاريخ في الإنسان، وأيضا تكشف الإنسان في حركة تاريخه، وهو يتشكل من عائلة والعائلة من عشيرة والعشيرة ترتبط بمكان، كذلك الانتماء، او التمرد عليه كمكان او فكرة او غير، فتنفع مثل هذه النصوص من أراد ان يقرا عن تعقيدات الوضع الإقليمي الذي عاشه العراق، والذي انعكس بكل ضراوته على حيوات إنسانه المثقف، حيث فرضت صراعاته توترا مفضوحا بكل مفردات الحياة، وحضرت تيارات أرادت بسط نفوذها بعنجهية من لا يريد لغير نفسه بالبقاء، وباشرت بكل ما أمكنها من قوة لدعم التخلخلات الفكرية الموجودة أصلا في بنية العقل العربي، وصارت المدارس تسقط المدارس، وصار المثقف هدفا جليا لكل من جاء.. صارت الفكرة تنهش الفكرة بكل ضراوة، وصار المثقف عرضة لنشر كل ما لديه من غسيل، وأصبحت أوراقه عرضة لقبض الريح، وقد بني على أهرام أنقاضه أهراما من المواقف لن ينسها الزمن، وبعد ذلك صارت مهددة للمنجز الإبداعي لاي أديب كان، و(بدر شاكر السياب) غطته بجناحها اختلافات المناهج، وعرضت إبداعه الكبير الى ما لا يحب معجب ان يراه.. حيث بددت بعض خطواته الانشغالات بالوضع السياسي، وقد جار عليه الكارهين جورا بليغا، الى حد رموه بـ(المختل). فالاعترافات بهذا الكتاب شيقة، بالرغم من كل شيء، وبالرغم من كل دافع تغري بالقراءة، وما زالت تفوح منها رائحة الأزمنة الغابرة التي مرت على العراق وأنهكت قواه، وجعلته يحفر بالصخر لكي لا يضيع له حقاً، وان ضاع، وان نسي..
15/04/09
كتاب: بدر شاكر السياب
قراءة: محمد الأحمد
كم تغري، وتغوي (اعترافات) الشاعر الخالد بدر شاكر السياب المنشورة في جريدة الحرية البغدادية عام (1959م)؛ التي ضمنها كتاب (كنت شيوعيا)، 255صفحة من القطع المتوسط، والصادر عن دار منشورات الجمل الطبعة الاولى (2007م)؟.. تغري لان التاريخ الممسي قريبا قد ضببته المصالح والمطالح. وتغوي لانها سوف تحدث عملا استنتاجي – لماذا؟ ظلم شاعر كالسياب من قبل بعض التيارات التي تبوأت السلطة يومها، فالأديب في كل زمان شاهد على عصره، وقد أمسى مجمل نتاجه دليل الشاهد على الغائب، فكم من حدث أغفله مؤرخ التاريخ، وقد وجد ظاهرا للعيان في آداب الشعوب والأمم، فالحقيقة تبقى شاخصة هنا او هناك في كل مكان، وما عاد على احد باستطاعته تغيب ما يريد، لان النص الحاضر هو الحاضر وهو الدليل عن التاريخ الغائب، حيث النصوص مهما بعدت او قربت بالزمن تبقى نصوصا غير بريئة، تظهر، وتطفو، ولابد؛ لتكشف حركة التاريخ في الإنسان، وأيضا تكشف الإنسان في حركة تاريخه، وهو يتشكل من عائلة والعائلة من عشيرة والعشيرة ترتبط بمكان، كذلك الانتماء، او التمرد عليه كمكان او فكرة او غير، فتنفع مثل هذه النصوص من أراد ان يقرا عن تعقيدات الوضع الإقليمي الذي عاشه العراق، والذي انعكس بكل ضراوته على حيوات إنسانه المثقف، حيث فرضت صراعاته توترا مفضوحا بكل مفردات الحياة، وحضرت تيارات أرادت بسط نفوذها بعنجهية من لا يريد لغير نفسه بالبقاء، وباشرت بكل ما أمكنها من قوة لدعم التخلخلات الفكرية الموجودة أصلا في بنية العقل العربي، وصارت المدارس تسقط المدارس، وصار المثقف هدفا جليا لكل من جاء.. صارت الفكرة تنهش الفكرة بكل ضراوة، وصار المثقف عرضة لنشر كل ما لديه من غسيل، وأصبحت أوراقه عرضة لقبض الريح، وقد بني على أهرام أنقاضه أهراما من المواقف لن ينسها الزمن، وبعد ذلك صارت مهددة للمنجز الإبداعي لاي أديب كان، و(بدر شاكر السياب) غطته بجناحها اختلافات المناهج، وعرضت إبداعه الكبير الى ما لا يحب معجب ان يراه.. حيث بددت بعض خطواته الانشغالات بالوضع السياسي، وقد جار عليه الكارهين جورا بليغا، الى حد رموه بـ(المختل). فالاعترافات بهذا الكتاب شيقة، بالرغم من كل شيء، وبالرغم من كل دافع تغري بالقراءة، وما زالت تفوح منها رائحة الأزمنة الغابرة التي مرت على العراق وأنهكت قواه، وجعلته يحفر بالصخر لكي لا يضيع له حقاً، وان ضاع، وان نسي..
15/04/09
Subscribe to:
Posts (Atom)