شاي حار
قصة قصيرة
محمد الأحمد
قلقت بما فيه الكفاية، وقلت محاولاً لأزاحة هذا القلق السقيم :- إنني مفلس في هذه القافلة وحظي فيها أمين، حيث لا املك شروى نقير، ولم أكن في يوم ما طبالا قد أزعجت أحدا، بطبلي، وزمري، أو رفيقاً بلشفياً ساهمتُ بوشايتي، وتقريري في اعتقال أحد.. أو ما شابه، المهم ليس القلق كان باديا على ملامحي، فحسب. وإنما تبين جلياً من خلال الخطاب الإعلامي الواضح الارتباك، قلت مع نفسي مادمت أحدثك يا نفس فأنت حرة مطمئنة إذن. رغبت بقدح من الشاي.. في هذا الحر المقيت، ولكن الكهرباء الوطنية، من المحتمل أن تتأخر، ودونها لا أستطيع أن اعمل على (الهيتر) الصغير الموجود في الغرفة لبعض الرغبات البرجوازية المفاجأة (القهوة، والشاي بالحليب) وما علي إلا أن انزل إلى المطبخ، واعده بنفسي، مادامت شقيقتيّ قد استغرقتا في نوم القيلولة، فالكهرباء لعنة قد جعلت منا نعيش منقسمين في حياتين مختلفتين عن بعضيهما، بوجود الكهرباء الوطنية، واحدة، و الأخرى بوجود كهرباء المحلة (الديزل).. ذلك أمر لن يكون صعب الفهم حتى يحتاج إلى إيضاح في القصد. فالعراق (عراقنا) يا نور العين، وصرنا نحفظ الكلائش الإعلامية من كثرة عرضها في الشاشة اللعينة، أو عبر إذاعتها من كافة البرامج العاملة..
نزلتُ الدرج متهادياً ببطيء عجوز تجاوز السبعين، رغم أني قد وصلت مطلع الثانية، و الأربعين.. بحرمان مستمر. سمعت أمي تطلب من شقيقي أن يقدم لها إيضاحاً.. كونه تأخر ليلة أمس في وصوله إلى البيت.. إلا أن الكلام انقطعت، وتحول همساً، و إيماءات.. لأنها لا تريدني أن اعرف بالأمر الذي يشغلها، وبالتالي من الممكن أن يكون تدخلي سلبيا في أمر قد رتبته وفق ما أرادت هي، و أنهم لا يأتمنوني على سرّ خشية تضمينه عبر القصص التي اكتبها.. وحقيقة الأمر اني غير قادر على التحمل، أنني اكتب، وانصرف، واغلب الأحيان، أنسى تلك الكتابة، حال إنجازها على الورق، أراها تسير لوحدها، و كأنها تكتسي لحما، وتسير إلى النسيان، و أكون قلقا جدا في حال عدم كتابة تلك الأشياء، فالكتابة تستهويني منذ الطفولة، كأني أعيش بها تعويضا عما حرمت منه، أود هنا اسرق وقتا كي أكتب عن تفصيل حدث لي وتسبب في أن أكون كاتباً، والحقيقة فيما بيني وبين نفسي اطمح أن أكون كاتباً حقيقياً يشار إليه بالبنان، كشاهد لعصره.. تناولت القدح الفارغ، لأملاه بالشاي، ورحت اخرج منديلي من جيبي لآخذ (قوري) الشاي من على الطباخ الذي يكون على الدوام في ساعة العصر محملا بالشاي الساخن.. أردت أن اذهب بالشاي دون أن ادري باني لم أضع فيه سكرا، ولكن والدتي كعادتها، نبهتني إلى ذلك… طلب منا مدرس مادة العربي إن نكتب نختار أحد الموضوعين التاليين، اكتب قصة سمعتها، أو قرأتها، والثاني: اذكر بيتين من الشعر واشرحهما، في عشرين سطر، فالموضوع الأول يستهويني، والثاني استفزني وبقي يعيث بي، أن تكتب ملخصا لقصة سمعتها أو قرأتها، وعزمت على أن اكتب له قصة كقصة (بذلة الأسير) التي أخذتني وشدتني إلى عالم العبقري (نجيب محفوظ).. ساعتها رحت اكتب قصة (ولد) في عمري آنذاك كان يعاني من وطأة عراك والديه في ليلة مليئة بالأسى، وأمام (بنت) حلوة كانت فارسةُ أحلامه.. لم انتبه إلا إلى والدي يطلب من شقيقي (مهند) ليعيد عليه ما جرى لـ(طارق) بن الحافية.. ذهني منشغل في استرجاع تلك التفاصيل اللذيذة، ورحت انفخ على الشاي محاولا تبريده، دون أن أتوقف. وقد استوقفني الحديث الذي أحاول أن أتملص منه عندما يبدي به والدي، الذي يقرني بلجوجيته المتعبة.. قال بان زوجته أودعت السجن وأختها، ورجل آخر.. انهم متهمون بقتل (طارق) الحمال.. وبقي مهند يتحدث واصفا الرجل الذي اخبرهم عنه ابنه الذي تجاوز الثانية عشرة، وانه شاهد (فلانة)، وأختها (فلانة)، ومعهما رجل غريب لا يعرفه.. رآهم يضربون بلا رأفة في أبيه، والذي تفجر الدم من رأسه كنافورة ماء، و نفض جسده كما الدجاجة المذبوحة و مات…
تركت القصة التي استوقفتني، بكل ما فيها من تشويق، ومضيت اصعد الدرج إلى غرفتي. قلت سأبدأ الرواية من هذه الصورة التي مات فيها (طارق بن الحافية)، واعتقد بان اسمه يرن في الأذن، ويمكن أن يكون له شأنا ما في سالف الأيام، لاني سأعطيه ما لم يعطه أحد لبطل روايته.. سأصف حالة مواطن عراقي تولد 1948م.. عاش ومات ولم يعرف وجه أخاه كما تقول شقيقتي (وئام) عن شقيقها (شهاب) المفقود.. وتلك قصة أخرى، أو تفرع آخر يصب في نهاية نفس الموضوع، فأي شخص عراقي الجنسية، ولو كان يعيش في الصين (لو ذكر في أي رواية)، لانطبقت عليه مواصفات الشخصية الروائية الفذة، و يكون متفوقا في بطولته الروائية الفريدة، وصار أنموذجا دراسياً تقدي به الجامعات، وتعتمده في مناهجها خير مثال للشخصية التي تحوي على كل النقائض النفسية، والإبداعية المتمردة. فقد أصبح العراقي مبدعا في كل المجالات حتى في كيفية تحويل العدم الكيميائي إلى وجود وكتلة فيزياوية.. اذكر أحد الشعراء المغمورين.. عندما وصل إلى الأردن، فتح حسابا في أحد مصارف (عمان)، القريب من الساحة الهاشمية، وعمم رقم الحساب.. بواسطة الهاتف من أول استقر فيه، وراح يتصل بالأصدقاء الذين في الشتات.. وراحت اسطوانة الاستغاثة تدور:- يا ناس يا عالم.. يا مخاليق.. انجدوا (المنجرة)، (أم النوى)، (العنافصة)، (أم الدجاج)، (التحرير).. طفحت عليهم الحمم، فاستروا أهاليكم، و ساندوهم:- (يا معودين.. خطية.. راح يموتون.. الحصار تره بس عليهم)… وراح المبلغ الصغير يلحق الكبير.. وتضخم بالعملة الخضراء، وعاد به إلى (بعقوبة) أول عمل قام به عند الوصول:- اشترى سيارة (مارسيدس)، وبيتاً فارهاً!.
تجار قضية، وبضاعتهم مربحة. بقيت أفكر من أين ابدأ القسم الأول من الحكاية، وكل الطرق تؤدي إلى روما، قلت، لأبدأ من ليلة أمس، من النقطة التي تفحصت فيها كمية المخزون من مادة النفط (الكيروسين). وقبل أن اشغل الحاسبة، سأفتح الراديو على إذاعة (لندن) التي تتظاهر بأنها لا تقل عن أية إذاعة محايدة في إطلاق الأخبار، ورغم حبي لها عرفتها، وحفظت أساليبها عن ظهر قلب. (وجهان فيها باطن متستر/ للأجنبي وظاهر متكشف) شغلتُ الحاسبة بعد نسيت إنني ابحث عن إذاعة محددة، وتركت المذياع يطلق علي إعلانا عن (شاي مبروك) من إذاعة الشباب. أريد أن أتعلق بقشة وسط هذه اللجج العنيفة من القلق.. المناورة ستكون دامية، وعاصفة، كلما انقطعت الكهرباء، قلت مع نفسي هذا الانقطاع فقط على المحافظات، سأكتب عن ذلك بدقة، حالما ابدأ بالكتابة.. النص في رأسي يسرد بلا توقف، ولكنه لم يتنزل على الورق، النص يسير، لانه متراكم منذ زمن طويل، احسه استحق الآن. بقيت أحاول استلال الخيط الأول من الرواية التي سأشرع في تدوينها، فكل ما حولي، يصلح لها، أريد أن احملها عصرها، أتمنى لها تكون في الحاسبات، و الفيزياء، والروحانيات، و الأساطير، وبقية العلوم، أريدها أن تكون شاملة عن كل ما هو عراقي.. لقد صارت اكبر مفردة في حياتي هذه الـ (العراقي).. البارحة عندما شاهدت فوز منتخبنا الوطني مع منتخب رأيتُ لافتة يرفعها الجمهور(ارفع رأسك أنت عراقي).
07/05/2007
قصة قصيرة
محمد الأحمد
قلقت بما فيه الكفاية، وقلت محاولاً لأزاحة هذا القلق السقيم :- إنني مفلس في هذه القافلة وحظي فيها أمين، حيث لا املك شروى نقير، ولم أكن في يوم ما طبالا قد أزعجت أحدا، بطبلي، وزمري، أو رفيقاً بلشفياً ساهمتُ بوشايتي، وتقريري في اعتقال أحد.. أو ما شابه، المهم ليس القلق كان باديا على ملامحي، فحسب. وإنما تبين جلياً من خلال الخطاب الإعلامي الواضح الارتباك، قلت مع نفسي مادمت أحدثك يا نفس فأنت حرة مطمئنة إذن. رغبت بقدح من الشاي.. في هذا الحر المقيت، ولكن الكهرباء الوطنية، من المحتمل أن تتأخر، ودونها لا أستطيع أن اعمل على (الهيتر) الصغير الموجود في الغرفة لبعض الرغبات البرجوازية المفاجأة (القهوة، والشاي بالحليب) وما علي إلا أن انزل إلى المطبخ، واعده بنفسي، مادامت شقيقتيّ قد استغرقتا في نوم القيلولة، فالكهرباء لعنة قد جعلت منا نعيش منقسمين في حياتين مختلفتين عن بعضيهما، بوجود الكهرباء الوطنية، واحدة، و الأخرى بوجود كهرباء المحلة (الديزل).. ذلك أمر لن يكون صعب الفهم حتى يحتاج إلى إيضاح في القصد. فالعراق (عراقنا) يا نور العين، وصرنا نحفظ الكلائش الإعلامية من كثرة عرضها في الشاشة اللعينة، أو عبر إذاعتها من كافة البرامج العاملة..
نزلتُ الدرج متهادياً ببطيء عجوز تجاوز السبعين، رغم أني قد وصلت مطلع الثانية، و الأربعين.. بحرمان مستمر. سمعت أمي تطلب من شقيقي أن يقدم لها إيضاحاً.. كونه تأخر ليلة أمس في وصوله إلى البيت.. إلا أن الكلام انقطعت، وتحول همساً، و إيماءات.. لأنها لا تريدني أن اعرف بالأمر الذي يشغلها، وبالتالي من الممكن أن يكون تدخلي سلبيا في أمر قد رتبته وفق ما أرادت هي، و أنهم لا يأتمنوني على سرّ خشية تضمينه عبر القصص التي اكتبها.. وحقيقة الأمر اني غير قادر على التحمل، أنني اكتب، وانصرف، واغلب الأحيان، أنسى تلك الكتابة، حال إنجازها على الورق، أراها تسير لوحدها، و كأنها تكتسي لحما، وتسير إلى النسيان، و أكون قلقا جدا في حال عدم كتابة تلك الأشياء، فالكتابة تستهويني منذ الطفولة، كأني أعيش بها تعويضا عما حرمت منه، أود هنا اسرق وقتا كي أكتب عن تفصيل حدث لي وتسبب في أن أكون كاتباً، والحقيقة فيما بيني وبين نفسي اطمح أن أكون كاتباً حقيقياً يشار إليه بالبنان، كشاهد لعصره.. تناولت القدح الفارغ، لأملاه بالشاي، ورحت اخرج منديلي من جيبي لآخذ (قوري) الشاي من على الطباخ الذي يكون على الدوام في ساعة العصر محملا بالشاي الساخن.. أردت أن اذهب بالشاي دون أن ادري باني لم أضع فيه سكرا، ولكن والدتي كعادتها، نبهتني إلى ذلك… طلب منا مدرس مادة العربي إن نكتب نختار أحد الموضوعين التاليين، اكتب قصة سمعتها، أو قرأتها، والثاني: اذكر بيتين من الشعر واشرحهما، في عشرين سطر، فالموضوع الأول يستهويني، والثاني استفزني وبقي يعيث بي، أن تكتب ملخصا لقصة سمعتها أو قرأتها، وعزمت على أن اكتب له قصة كقصة (بذلة الأسير) التي أخذتني وشدتني إلى عالم العبقري (نجيب محفوظ).. ساعتها رحت اكتب قصة (ولد) في عمري آنذاك كان يعاني من وطأة عراك والديه في ليلة مليئة بالأسى، وأمام (بنت) حلوة كانت فارسةُ أحلامه.. لم انتبه إلا إلى والدي يطلب من شقيقي (مهند) ليعيد عليه ما جرى لـ(طارق) بن الحافية.. ذهني منشغل في استرجاع تلك التفاصيل اللذيذة، ورحت انفخ على الشاي محاولا تبريده، دون أن أتوقف. وقد استوقفني الحديث الذي أحاول أن أتملص منه عندما يبدي به والدي، الذي يقرني بلجوجيته المتعبة.. قال بان زوجته أودعت السجن وأختها، ورجل آخر.. انهم متهمون بقتل (طارق) الحمال.. وبقي مهند يتحدث واصفا الرجل الذي اخبرهم عنه ابنه الذي تجاوز الثانية عشرة، وانه شاهد (فلانة)، وأختها (فلانة)، ومعهما رجل غريب لا يعرفه.. رآهم يضربون بلا رأفة في أبيه، والذي تفجر الدم من رأسه كنافورة ماء، و نفض جسده كما الدجاجة المذبوحة و مات…
تركت القصة التي استوقفتني، بكل ما فيها من تشويق، ومضيت اصعد الدرج إلى غرفتي. قلت سأبدأ الرواية من هذه الصورة التي مات فيها (طارق بن الحافية)، واعتقد بان اسمه يرن في الأذن، ويمكن أن يكون له شأنا ما في سالف الأيام، لاني سأعطيه ما لم يعطه أحد لبطل روايته.. سأصف حالة مواطن عراقي تولد 1948م.. عاش ومات ولم يعرف وجه أخاه كما تقول شقيقتي (وئام) عن شقيقها (شهاب) المفقود.. وتلك قصة أخرى، أو تفرع آخر يصب في نهاية نفس الموضوع، فأي شخص عراقي الجنسية، ولو كان يعيش في الصين (لو ذكر في أي رواية)، لانطبقت عليه مواصفات الشخصية الروائية الفذة، و يكون متفوقا في بطولته الروائية الفريدة، وصار أنموذجا دراسياً تقدي به الجامعات، وتعتمده في مناهجها خير مثال للشخصية التي تحوي على كل النقائض النفسية، والإبداعية المتمردة. فقد أصبح العراقي مبدعا في كل المجالات حتى في كيفية تحويل العدم الكيميائي إلى وجود وكتلة فيزياوية.. اذكر أحد الشعراء المغمورين.. عندما وصل إلى الأردن، فتح حسابا في أحد مصارف (عمان)، القريب من الساحة الهاشمية، وعمم رقم الحساب.. بواسطة الهاتف من أول استقر فيه، وراح يتصل بالأصدقاء الذين في الشتات.. وراحت اسطوانة الاستغاثة تدور:- يا ناس يا عالم.. يا مخاليق.. انجدوا (المنجرة)، (أم النوى)، (العنافصة)، (أم الدجاج)، (التحرير).. طفحت عليهم الحمم، فاستروا أهاليكم، و ساندوهم:- (يا معودين.. خطية.. راح يموتون.. الحصار تره بس عليهم)… وراح المبلغ الصغير يلحق الكبير.. وتضخم بالعملة الخضراء، وعاد به إلى (بعقوبة) أول عمل قام به عند الوصول:- اشترى سيارة (مارسيدس)، وبيتاً فارهاً!.
تجار قضية، وبضاعتهم مربحة. بقيت أفكر من أين ابدأ القسم الأول من الحكاية، وكل الطرق تؤدي إلى روما، قلت، لأبدأ من ليلة أمس، من النقطة التي تفحصت فيها كمية المخزون من مادة النفط (الكيروسين). وقبل أن اشغل الحاسبة، سأفتح الراديو على إذاعة (لندن) التي تتظاهر بأنها لا تقل عن أية إذاعة محايدة في إطلاق الأخبار، ورغم حبي لها عرفتها، وحفظت أساليبها عن ظهر قلب. (وجهان فيها باطن متستر/ للأجنبي وظاهر متكشف) شغلتُ الحاسبة بعد نسيت إنني ابحث عن إذاعة محددة، وتركت المذياع يطلق علي إعلانا عن (شاي مبروك) من إذاعة الشباب. أريد أن أتعلق بقشة وسط هذه اللجج العنيفة من القلق.. المناورة ستكون دامية، وعاصفة، كلما انقطعت الكهرباء، قلت مع نفسي هذا الانقطاع فقط على المحافظات، سأكتب عن ذلك بدقة، حالما ابدأ بالكتابة.. النص في رأسي يسرد بلا توقف، ولكنه لم يتنزل على الورق، النص يسير، لانه متراكم منذ زمن طويل، احسه استحق الآن. بقيت أحاول استلال الخيط الأول من الرواية التي سأشرع في تدوينها، فكل ما حولي، يصلح لها، أريد أن احملها عصرها، أتمنى لها تكون في الحاسبات، و الفيزياء، والروحانيات، و الأساطير، وبقية العلوم، أريدها أن تكون شاملة عن كل ما هو عراقي.. لقد صارت اكبر مفردة في حياتي هذه الـ (العراقي).. البارحة عندما شاهدت فوز منتخبنا الوطني مع منتخب رأيتُ لافتة يرفعها الجمهور(ارفع رأسك أنت عراقي).
07/05/2007